يواجه الاقتصاد الكندي العديد من المخاطر في الأشهر المقبلة، من احتمالية فرض رسوم جمركية أمريكية إلى تباطؤ النمو السكاني والغموض المحيط بالانتخابات الفيدرالية القادمة. على الجانب الإيجابي، بدأ سوق العمل الكندي عام 2025 بوضع متين، مما يوفر أساساً جيداً للاقتصاد خلال هذه الفترة المحتملة التقلبات. في الواقع، رغم التحديات الاقتصادية في كندا – من ضعف النمو الاقتصادي، وضعف الإنتاجية، وتدهور القدرة على تحمل تكاليف السكن – ظل سوق العمل يمثل ركيزة للاستقرار الاقتصادي.
وقد برز الأداء القوي لسوق العمل بشكل خاص في أرقام خلق فرص العمل. فقد تجاوز النمو السنوي للتوظيف مستويات ما قبل الجائحة باستمرار، حيث وفر سوق العمل 385 ألف وظيفة خلال العام الماضي. بالنسبة لعام 2024، يعادل هذا متوسط 32.1 ألف وظيفة شهرياً، حيث جاء ما يقرب من 80% منها من وظائف بدوام كامل. واستمر زخم التوظيف القوي حتى العام الجديد حيث أضاف الاقتصاد 76 ألف وظيفة في يناير.
وبعيداً عن مجرد عدد الوظائف التي تم إنشاؤها، أثبت نطاق التوظيف قوته أيضاً. يظهر مؤشر انتشار التوظيف الكندي أن نمو الوظائف كان واسع النطاق عبر القطاعات، حيث توسعت حوالي ثلثي الصناعات في التوظيف شهرياً في 2024. وجدير بالذكر أن أكثر من نصف الوظائف الجديدة التي تم إنشاؤها في العام الماضي كانت في قطاعات تعتبر “حساسة للدورة الاقتصادية” مثل المالية، والعقارات، والإنشاءات، والخدمات المهنية والعلمية والتقنية، مما يبرز مرونة سوق العمل.
المصدر: TD Economics
